سبق" تفاصيل "حادثة بيشة"ومحاولتها قتل نفسها
"فاطمة الشهري" تنتظر مساعي الخير لإقناع أولاد أخيها بالصفح والعفو
نادية الفواز- سبق- أبها: لم تتوقع سجينة أبها فاطمة عاتق الشهري، التي تقبع خلف جدران سجن أبها العام منذ سنة وتسعة أشهر تقريباً، أن تدخل إلى سجن أبها وأن تكون التهمة قتل أخيها الأكبر، وفقاً لما قالته أختها الكبرى سارة الشهري.
ووصفت سارة ما حدث قبل عام في بيت والدها بالفاجعة التي قطعت أواصر العلاقات بين الأسرة، وفرقت الشمل بحضور هذا القدر المؤلم.
وقالت سارة: إن ملابسات القضية لا يمكن أن تفضي إلى هذا المصير، فقد حدثت الكارثة بعد وفاة والدي في منزلنا في بيشة بأسبوعين، حيث جاء أخي الكبير علي إلى منزل والدنا، وكنا ما زلنا نعاني حسرة وفاته، وفوجئنا بعلي يدخل إلى المنزل الساعة 7 صباحاً وكان يعاتبنا على عدم حضور مناسبة عشاء في الليلة الماضية.
وأضافت أنه "خرج وعاد إلينا الساعة 9 وكان يخاصمنا كوننا قررنا منح وكاله شرعية لأحد إخواننا لإسقاط الديون والقروض عن والدنا، فعددنا 9 بنات و 6 أولاد، وكنا قد اتفقنا على هذه الوكالة ولا نعرف سبب غضب علي الذي كان متفقاً معنا على هذه الوكالة.
وقالت: كان أخي، رحمه الله، في الأربعين من عمره، وفي تلك اللحظة اعتقدنا أنها نوبة غضب وتنتهي، ثم خرج وعاد مرة ثالثة. وكانت الساعة 10، وكان غاضباً وراح يضربنا بيديه وقدميه ويرجمنا بالحجارة.
وأوضحت: لم يكن في المنزل سوى أنا وأخواتي الثلاث، وعندما سمعت فاطمة بكاءنا ركضت إلى المطبخ لتحضر أي شيء يساعدها لتدافع عنا، ولم تجد سوى سكين فأخذتها واتجهت إليه، وطعنته وحاولت قتل نفسها لولا تدخل أحد أبنائها لمنعها من قتل نفسها، فصارت تلقن "علي" الشهادة.
وتابعت: منذ ذلك اليوم وحياتنا تحولت إلى جحيم، فهذه السكين التي كنا تقطع بها الحلويات والتورتة في مناسبات الفرح كانت سبب أحزاننا وآلامنا.
وأضافت: فاطمة كانت تعاني حالة نفسية سيئة بعد وفاة والدي، وحاولت الانتحار ثلاث مرات، ولديها تقرير طبي بحالتها النفسية موجود في المحكمة ومرفق مع ملف القضية، وهي الآن في حاله نفسية أشد سوءاً وفي سجن أبها العام حيث زرتها.
وقالت: أولاد أخي يطالبون بالقصاص وعددهم 6 أولاد وبنتان، أصغرهم طفل عمره سنتان وأكبرهم 23 سنة ولقد فوجئنا بردة فعل غاضبة منهم تتوعد فاطمة بعدم السماح، وبالمزيد من العذاب، ونحن لا نلومهم ، ولكننا نطمع في العفو منهم عن فاطمة التي خسرت حياتها وفقدت أولادها بعد أن أخذهم والدهم وطلقها وتزوج من امرأة أخرى، إضافة إلى الحالة النفسية التي تعيشها فاطمة في السجن.
وأضافت سارة: إني أخاطب أهل الخير للنظر في أمرنا، وأناشد أولاد أخي بالعفو والصفح واحتساب الأجر عند الله في هذه الأيام المباركة، وطلب ما عند الله، ويكفيها ما واجهته من ظروف صعبة جعلتها تخسر حياتها كلها وتقبع خلف جدران السجن بلا حول ولا قوة.
من جهتها، قالت مديرة سجن أبها نايلة عسيري: حضرت السجينة إلى سجن أبها وهي في حالة نفسية سيئة بعد أن أودعت في دار رعاية الفتيات فترة من الزمن وحولت إلى سجن أبها.
وأضافت: علمنا أنها متهمة بقتل أخيها بعد وفاة والدها وهي مريضة نفسياً وتتلقى علاجاً نفسياً، وتتابع مع طبيب نفسي في السجن مرتين إلى ثلاث في الشهر.
وقالت: إنها بدأت تهدأ بعد الانتظام في العلاج وكانت في البداية تعيش ظروفاً نفسية سيئة.
وأضافت مديرة سجن أبها أن القسم النسائي في السجن قام بدوره تجاهها، كما هو الحال مع أي سجينة من حيث استقبال الحالة ومتابعة الأخصائية الاجتماعية بالسجن، ومتابعة الحالة النفسية للسجينة ومحاوله تهدئة الحالة وإدخالها ضمن برامج السجن من حفظ القرآن والعمل داخل مشغل الخياطة، وحضور المحاضرات الدينية والبرامج التوعوية التي ينظمها السجن.
وناشدت نائلة عسيري أهل القتيل بالعفو واحتساب الأجر عند الله، وطالبت أهل الخير بالتدخل للعفو عنها.
Share
0
منقول من سبق